سورة آل عمران - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{كيف يهدي الله} هذا استفهامٌ معناه الإِنكار، أَيْ: لا يهدي الله {قوماً كفروا بعد إيمانهم} أَي: اليهود كانوا مؤمنين بمحمَّدٍ عليه السَّلام قبل مبعثه، فلمَّا بُعث كفروا به، وقوله: {وشهدوا} أَيْ: وبعد أنْ شهدوا {أنَّ الرسول حقٌّ وجاءهم البينات} ما بيِّن في التَّوراة {والله لا يهدي القوم الظالمين} أَيْ: لا يرشد مَنْ نقض عهود الله بظلم نفسه.
{أولئك جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة الله} مثل هذه الآية ذُكر في سورة البقرة.
{إلاَّ الذين تابوا من بعد ذلك} أَيْ: راجعوا الإِيمان بالله وتصديق نبيِّه {وأصلحوا} أعمالهم.
{إنَّ الذين كفروا بعد إيمانهم} وهم اليهود {ثم ازدادوا كفراً} بالإِقامة على كفرهم {لن تقبل توبتهم} لأنهم لا يتوبون إلاَّ عند حضور الموت، وتلك التَّوبة لا تُقبل.
{إنَّ الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً} وهو القدر الذي يملؤها. يقول: لو افتدى من العذاب بملء الأرض ذهباً لم يُقبل منه.


{لن تنالوا البر} التقوى. وقيل: أَي: الجنَّة {حتى تنفقوا مما تحبون} أَيْ: تُخرجوا زكاة أموالكم.
{كلُّ الطعام كان حلاً لبني إسرائيل} أَيْ: حلالاً {إلاَّ ما حرَّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} «وذلك أنَّ يعقوب عليه السَّلام مرض مرضاً شديداً، فنذر لئن عافاه الله تعالى لَيُحرِّمنَّ أحبَّ الطَّعام والشَّراب إليه، وكان أحبَّ الطَّعام والشَّراب إليه لحمانُ الإِبل وألبانها، فلمَّا ادَّّعى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه علم دين إبراهيم عليه السَّلام قالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإِبل وألبانها؟ فقال النَّبيُّ عليه السَّلام: كان ذلك حلالاً لإِبراهيم عليه السَّلام، فادَّعت اليهود أنَّ ذلك كان حراماً عليه»، فأنزل الله تعالى تكذيباً لهم، وبيَّن أنَّ ابتداء هذا التَّحريم لم يكن في التَّوراة، إنَّما كان قبل نزولها، وهو قوله: {من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتَّوراة....} الآية.
{فمن افترى على الله الكذب} أَيْ: بإضافة هذا التَّحريم إلى الله عزَّ وجلَّ على إبراهيم في التَّوراة {من بعد ذلك} من بعد ظهور الحجَّة بأنَّ التَّحريم إنَّما كان من جهة يعقوب عليه السَّلام {فأولئك هم الظالمون} أنفسهم.


{قل صدق الله} في هذا وفي جميع ما أخبر به.
{إنَّ أوَّل بيتٍ وُضع للناس} يُحَجُّ إليه {للذي ببكة} مكَّة {مباركاً} كثير الخير، بأن جُعل فيه وعنده البركة {وهدىً} وذا هدىً {للعالمين} لأنَّه قِبلة صلاتهم، ودلالةٌ على الله بما جعل عنده من الآيات.
{فيه آياتٌ بيناتٌ} أَيْ: المشاعر والمناسك كلُّها، ثمَّ ذكر بعضها فقال: {مقام إبراهيم} أَيْ: منها مقام إبراهيم {ومَنْ دخله كان آمناً} أَيْ: مَنْ حجَّه فدخله كان آمناً من الذُّنوب التي اكتسبها قبل ذلك. وقيل: من النَّار {ولله على الناس حج البيت} عمَّم الإِيجاب ثمَّ خصَّ، وأبدل من النَّاس فقال: {من استطاع إليه سبيلاً} يعني: مَنْ قوي في نفسه، فلا تلحقه المشقَّة في الكون على الرَّاحلة، فمَنْ كان بهذه الصِّفة وملك الزَّاد والرَّاحلة وجب عليه الحج {ومَنْ كفر} جحد فرض الحجِّ {فإنَّ الله غنيٌّ عن العالمين}.
{قل يا أهل الكتاب لم تصدُّون عن سبيل الله مَنْ آمن} كان صدُّهم عن سبيل الله بالتَّكذيب بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ صفته ليست في كتابهم {تبغونها عوجاً} تطلبون لها عوجاً بالشُّبَه التي تلبسونها على سفلتكم {وأنتم شهداء} بما في التَّوراة أنَّ دين الله الإِسلام.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10